بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 17 يوليو 2010


السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

اخوانى واخواتى الكرام
تحياتى اليكم جميعا واتمنى ان تكونوا بخير
كنت اتصفح عبر الصفحات الإلكترونيه ابحث عن كلمات ورسائل للتهنئه بشهر رمضان فوجدت هذا الموضوع اعجبنى كثيرا واتمنى ان ينال اعجابكم
نويت الصيام في رمضان


عبد الله الحامد
من هنا نبدأ :
هي وقفة قبل البدء نريد أن نستشعر ما أراده الحبيب صلى الله عليه وسلم بقوله " من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه" ولذلك فإن نقطة البدء حددها لنا صلى الله عليه وسلم وهو يضع أهم قاعدة يقوم عليها عمل المسلم بقوله "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى" وهذه هي نقطة الانطلاق في حياة المسلم ، فهو لا يؤدي عملاً دنيوياً كان أم أخروياً من قول أو فعل أو جهاد إلا وهو يقصد به وجه الله تعالى وابتغاء مرضاته وحسن مثوبته، من غير نظر إلى مغنم أو مظهر أو جاه أو لقب أو تقدم أو تأخر، لا ينتظر محمدة من الناس ولا ثناءً منهم عليه، ولا يخاف لومهم وذمهم وعتابهم له، بل يريد الله والجنة، ومن أجل ذلك كانت نية المؤمن خير من عمله، ويبلغ العبد بنيته ما لا يبلغه بعمله، ونية الخير باقية أبداً لا تتوقف وإن توقف العمل، وقاصد الخير يثاب بنيته و إن لم يصب المراد، والنيات تحول العادات إلى عبادات " فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً" .
ماذا أنت فاعل :
لقد أقبل علينا شهر التوبة والرحمة، شهرالإحسان والزهد ، شهرالخيرات والبركات، ترى ماذا أنت فاعل في رمضان؟ أتكون من المقبلين التائبين ؟ أتكون من الطائعين الخاشعين ؟ أتكون من الذاكرين الله آناء الليل وأطراف النهار والمستغفرين بالأسحار؟ أتكون من القائمين بالليل والناس نيام؟ أتكون من الزاهدين قاطعي النفس عن التلذذ بالمشتهيات ؟ أم تكون من القانعين بعملهم؟ أم تكون من المكتفين بصيام العوام ؟ أم تكون من السالكين درب الدعة والراحة في شهر الجد؟ وحبيبك يقول : "لا يشبع مؤمن من خير حتى يكون منتهاه الجنة" ، فلا منتهى لفعل المؤمن في الطاعة والعبادة لله و لامنتهى لطمعه في الخير حتى ينال حب الله وفي الحديث القدسي خير حافز " ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه".
معذرة ولكن :
يتساءل الكثير من المسلمين لماذا يدخل رمضان ويخرج ولا تتحقق فيه التقوى المذكورة في قوله تعالى " ياأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون " ، ونجد البعض الآخر من يشكو أن قلبه لا يخشع في مجالس الذكر ، ولا يبكي لما يبكي له غيره، بالرغم من أنهم صاموا الشهر كله وأنهم توقفوا عن الأكل والشرب والجماع من الفجر إلى المغرب، إنه حديث الحبيب صلى الله عليه وسلم " رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش"، من أجل ذلك نقول لكل مسلم معذرة أخي الحبيب عد فصم فإنك لم تصم كما ينبغي ، فأحسن إلى نفسك بإحسان الصيام وإتقانه ، فجدد أخي صيامك وأعده من جديد وفق ما أراد الله وشرع لنا، فهل نويت الصيام؟ أم تنوي معي الآن نية الصيام كما يحب ربنا ويرضى .

أي صيام :
نعم نويت الصيام لكن أي صيام ؟ الغالبية منا يركزون في صيامهم على تحقق ركن الصيام الأساسي من الامتناع عن الطعام والشراب والجماع من الفجر إلى المغرب ، وهذا ما تعارف عليه المسلمون ويحافظون عليه ،وفيه قال ميمون بن مهران "إن أهون الصوم ترك الطعام والشراب" وقد يرتقي المسلم في صيامه فيضف إلى ما سبق أن يمتنع عن معصية الله عز وجل طوال اليوم بما يحقق له التقوى المنشودة" كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون" ، أريدك أخي الحبيب أن تشاركني فيما أردته من صومي ، لقد نويت الصيام في رمضان صوما يحقق منزلة التقوى، لقد نويت الصيام في رمضان صوما يجلب لي رحمة الله ومغفرته وعتقه من النيران ، لقد نويت الصيام في رمضان صياما يرتقي بصاحبه في درجات الجنان، لقد نويت الصيام في رمضان صوماً يمنع صاحبه من الوقوع في معاصي الله مساءً وصباحا، لقد نويت الصيام في رمضان صوماً يخرجني شخصاً آخر بعد رمضان ، لقد نويت الصيام في رمضان صوماً يقترب بي من صوم خصوص الخصوص بأن يصوم القلب عما سوى الله عز وجل فلا يفكر إلا في الله ولا يتعلق قلبه إلا بالله، هذا هو الصوم الذي نويت صيامه في رمضان ، يقول الشاعر :
أهل الخصوص من الصوام صومهم *** صون اللسان عن البهتان والكذب
والعارفون وأهل الأنس صومهم *** صون القلوب عن الأغيار والحجب
هكذا نويت الصيام في رمضان ، فهل تنوي معي أخي الكريم؟ أن نصوم رمضان هذا العام بهذه الكيفية ، وأن نجعل صيام رمضان هذا العام مختلفا عن سابقه، ولنا وقفة أخرى بإذن الله مع الصلاة والقيام في رمضان ، اللهم سلمنا إلى رمضان وسلمه لنا وتسلمه منا متقبلاً

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق